Social Icons

-

02‏/11‏/2012

اطباء الناصرية الاضراب والارهاب ... حسين باجي الغزي

حسين باجي الغزي/
لا شك أن اغلب "الأطباء" في الناصرية هم من الطبقة الاجتماعية الراقية الجديرة بالاحترام والتقدير ولأسباب كثيرة، لكن في البعض منهم (وهم نفر قليل والحمد لله ) يتكلمون بلسان عراقي و يفكرون بطريقة التاجر المرابي.وعندي حكايات يشيب لها شعر الرأس عن الطرق الملتوية والأساليب المريعة التي يتعاملون بها مع مرضاهم المساكين وابتزازهم واستغلالهم أيما استغلال ، الأمر الذي يشكل مخالفة وطنية وأخلاقية وعرفية ذلك أن وقوع تلك الممارسات يعد عدوانا جسيما على حق المهنة وأساءة بحق المجتمع.
أما السكوت عليها من قبل المؤسسات الرقابية وأجهزة الإعلام ، فهو جريمة أخرى أقرب إلى التواطؤ والتستر وأرجو ألا يساء فهم هذا الكلام أو تأويله. لأنني أتحدث (واكرر عن البعض القليل جدا منهم ) وليس كل الأطباء ,وان ممارسات أولئك البعض من قبيل البقع السوداء في الثوب الأبيض ,لكنني صرت أخشى من تزايد تلك البقع في الأجواء التي سادت فيها قيم الجشع والترف المبتذل والثراء السريع والفاحش، الذي ما عاد يميز بين المشروع وغير المشروع.. متناسين ان دولة العراق صرفت عليهم الملايين ليتخرجوا لعلاح مواطنيهم ورفع الواقع الصحي والانساني في بلدهم .
وإذ أشدد على أن لدينا أطباء يتمتعون بدرجة عالية من النزاهة والورع. حتى تحسب أنهم أقرب إلى أولياء الله الصالحين،. إلا أنني صرت أخشى عليهم وعلى من دونهم من تغول قيم( الطالحين) ومن هؤلاء (إخوة يوسف )الذين اقسموا بقسم (ابقراط ) مشهدين الله ورسولة بأن يصونوا حياة الإنسان في كافة أدوارها،و في كل الظروف والأحوال، وأن يحفظوا للناس كرامتهم، .
وما دفعني للكتابة أيضا هوهول الصدمة التي فو جئنا بها بإغلاق العيادات الطبيبة في الناصرية الأسبوع الماضي احتجاجا على جملة قرارات تنظيميه أصدرتها لجنة الصحة في مجلس محافظة ذي ٌ قار.وكانت قرارات سهلة وميسرة هدفها إجراءات تنظيميه تتعلق بعدم إحلال بدل الطبيب في غيابة وكتابة الوصفات بطريقة يقراها جميع الصيادلة بدلا من الطريقة الرمزية المشفرة بين الطبيب وما يختاره من صيدليه ،وتحسين المتطلبات البيئة والصحية في عيادتهم . مما اثأر قرار الغلق امتعاض وتذمر المواطنين والمرضى التي تعرضت حياة البعض منهم للخطر ومما حدا ببعض الإعلاميين ككادر جريدة عكد الهوى والناشطين المدنيين والمواطنين للظهور في تظاهرة عفوية فورية حاملين بعض أللافتات التي تحمل شعارات تبين ما يعانيه الموطن من الممارسات اللا مسؤولة ومن الهوة الكبيرة بينهم وبين أطبائنا وبين إحساسهم وشعورهم بمهنة الطبيب الإنسانية وبين مايجري على ارض الواقع . أعقب ذلك انتقاد مجلس محافظة ذي قار مهددا باللجوء إلى القضاء في حال تكررت مثل هذه التصرفات التي قال إنها تضر بالصالح العام والمواطن ليس أكثر. وثمن عدد من المواطنين دور عدد من الأطباء الذين لم يشاركوا بهذا الإضراب وفتحوا عيادتهم مجانا لهم كالدكتور (عصام الدين صادق )أيماننا منهم من هناك ضبابيه بهذه الرسالة وعدم وضوح عنوان المرسل والمرسل إليه .
بعد كل ماتقدم يجب إن لانلقى بالمسؤولية كاملة على أطبائنا ونحملهم إصرا فوق أوزارهم , فلا تزال مؤسساتنا الصحية تتعامل مع كبار الأطباء والاختصاصيين تما ما كاي موظف صغير فهم يتراصون بالطابور الصباحي لوضع بصمة إبهامهم في ماكينة المسح الالكتروني، ولازال الكثير من مراجعيهم يسمعونهم فاحش الكلام والتلفظ بكلمات نابية والاستهتار بمكانة الطبيب بالإضافة إلى مايتلقونة من التهديدات والاعتداءات ذات الطابع العشائري على الأغلب منها التكسب المادي والذي شمل الكثير منهم ممن دفعوا الدية بدون ذنب اقترفوه. إلا لأنهم ميسوري الحال ولأوقت لهم في التجاذبات والمشاحنات . وعدم تقييم الكثير من دوائرنا لمكانة ومنزلة الطبيب مما دفع الكثير منهم إلى الرحيل إلى كردستان أو التعاقد مع جهات طبية أجنبيه .مما يستدعي وضع إلية وضوابط تجدد عملهم وتفك الازدواج الوظيفي وتخيرهم بين العمل الحكومي أو الخاص وتشريع قوانين صارمة وفق مامتبع بالدول المتحضرة وخصوصا إعفائهم من الأخطاء الطبية الغير مقصودة وإحلالهم بالمنزلة والمكانة التي يستحقونها كطلعية متقدمة في المجتمع وهم واهبين الحياة بعد الله سبحانه وتعالى . .ومهما فعلنا في حق الأطباء والكوادر الطبية فإننا لن نفي بجزء بسيط من حقهم علينا فهم بلسم الجراح وهم الشرفاء الذين خدموا مهنتهم بأمانه ومسؤولية .وان توفير الحياة الكريمة والبيئة الآمنة لهم واجب وطني وأنساني يحتم تضافر الجهود المجتمعية والرسمية ومن منطلق إن بناء الدولة المدنية السليم بحاجة إلى أجسام وعقول سليمة والله من وراء القصد.

حسين السومري