Social Icons

-

14‏/05‏/2013

كهرباء العراق للبيع في نيسان

واثق الجابري/
لماذا يكذب الناس على بعضهم , ومتى صدق البعض حتى يكذب في نيسان ؟ , تعلم العراقيون على التمويه والخداع والأساليب الملتوية من قبل الحكام على مر العصور , لم يحصد الاّ الشعارات التي ذهبت ادراج الرياح بالسباق على المغانم والوزرات السيادية والأمكانيات المادية , الحرية كذب لأشخاص لا يعتقدون ان حريتهم تنتهي بداية حرية الأخرين ,

 أنتاج الكهرباء لم يتجاوز 40% من حاجة العراق والتصريح بأنه سيصدر الكهرباء نهاية العام , السؤال من سيشتري كهرباء ؟؟ وهل سيصدرها على شكل بطاريات ابو القلم ؟! ووعود الكهرباء كل عام تطلق علينا في نيسان .
الاول من نيسان تقليد غربي لم يعترف به قانوناّ كأحتفال رسمي , وهو مجرد يوم لأطلاق النكات وخداع البعض للأخر لغرض الضحك , البداية في فرنسا حينما وضع شارل التاسع عام 1564م عندما بدل التقويم الفرنسي الذي يبدأ من 21 أذار الى اول نيسان ليبقى يوم لتبادل الهدايا والترفيه , فيما يقول باحثون ان كذبة نيسان لم تنتشر الاّ بعد القرن التاسع عشر , في رومانيا شعب تفوق بكذبة نيسان وبريطانيا ايضاّ والهنود يعتقدوها قريبة من عيد( هولي ) الذي يحتفل به الهندوس في 31 أذار .
من اشهر الأكاذيب التي عرفها الشعب الانكليزي الأكثر كذباّ في ذلك اليوم كان عام 1964م , حيث وزعت مئات بطاقات الدعوة المزورة لحضور احتفالية لعرض الحمير , وعندما تجمع الناس لم يجدوا الاّ انفسهم ؟!
قال الباحث الانكليزي (جون شميل )الذي شغل نفسه بالكذب والبحث عن اصوله ودوافعه ومسبباته ( إذا كان الكذب قد اصبح صفة يتميز بها البشر عن باقي المخلوقات ويستخدمونها في شتى مرافق الحياة وفي اتصالاتهم العامة والخاصة وكل الأدلة تثبت ان المرأة اكثر استخداماّ للكذب من الرجل ) , الكذب صفة الضعفاء للهروب من الواقع الأليم .
كذبة نيسان اوقعت الكثير في مواقف محرجة وخاصة في مجتماعاتنا العربية’ في عام 2009م اشيع خبر عن وجود مادة الزئبق الأحمر في ماكنات الخياطة من نوع سنجر ( ابو اسد ) واصبح الجميع يبحثون عن الماكنة في كل مكان ووصل سعرها الى ما يقارب 100 ألف ريال سعودي , وقد ذهب البعض ضحيتها واستغنى الأخرون .
الكذب في العراق لم يعد في نيسان فقط وتفشى في طبقات واسعة في المجتمع لأصابتهم بالعدوى من السياسين , فأستخدمها التاجر والمستورد والبائع وأصحاب المهن الحرة, المواطن لم يعد يصدق الوعود بعد تجربة عشرة سنوات بمختلف الأصعدة ويراد ان يكون الكذب سمة غالبة ومن المواريث السياسية الثابتة ., الكهرباء في العراق وعودها من أشهر الكذبات وكل عام في نيسان عن أقبال الصيف يقال بأن الازمة ستنتهي نهاية هذا العام , سرعان ما يأتي الصيف ويكشف أنها هذا العام مثل بقية الاعوام كذبة لخداع الرأي العام , الواحد من نيسان ليس كما في بقية الشعوب ليوم واحد وتنتهي وانها لغرض اللهو , لكنها كم كبير من الكذب في العراق يدفع ثمنها المواطن وهروب واضح من المسؤولية لمن يطلب السلطة , واصبح التسابق على الكذب أشهر ما يتميز به من يريد الوصول سريعاّ على حساب البسطاء ولا يكتفي بكذبة نيسان .

حسين السومري