Social Icons

-

22‏/06‏/2014

إنه التقسيم ليس إلا ..

النصر نت / غفار عفراوي                                        في أول تعليق لي ليلة سقوط الموصل والمنشور على صفحتي الشخصية في "فيسبوك" كتبت هذه العبارة " إنها بداية تنفيذ مشروع بايدن لتقسيم العراق".وبعد أكثر من أسبوع على الأحداث المتسارعة في العراق ، وسقوط الموصل بالكامل وصلاح الدين جزئياً وكركوك بيد الأخوة الأكراد -المستفيد الأكبر من هذه الأزمة- ، وبعد المناوشات في ديالى والإرهاب المستمر في العاصمة بغداد .


وبعد التصعيد اللافت وغير المسبوق من قبل المرجعية الدينية في النجف الأشرف التي دعت ولأول مرة منذ أكثر من 90 سنة تقريباً إلى حمل السلاح والدفاع عن العراق والإفتاء بالجهاد الكفائي ومعناه انه يجب على الجميع إلى أن يقوم به منهم من فيه الكفاية، فيسقط عن الباقين سقوطاً مراعى باستمرار القائم به، إلى أن يحصل الغرض المطلوب شرعاً، وتختلف الكفاية بحسب الحاجة، بسبب كثرة العدو وقلته، وضعفه وقوته. وهو الجهاد الذي يسبق الجهاد العيني الذي لا أراه بعيداً – من وجهة نظري – الشخصية وليس التحليل النفسي للمرجعية ومعناه ان التطوع سيكون ملزماً لجميع القادرين على حمل السلاح ولن يستثنى الموظف ولا غيره لان الجهاد العيني معناه أن الدولة والأرض في خطر داهم لا يمكن رده إلا بهذا القسم من الجهاد لدفع العدو عن ثغور المسلمين وقراهم وأرضهم أو لا خراجهم منها بعد تسلطهم عليها بالجور .
وبعد عودة التيار الصدري إلى رفع السلاح والتلويح بعودة جيش المهدي والاستعراض العسكري المرتقب في كافة محافظات العراق، وبعد إقدام مئات آلآف من الشيعة على التطوع تلبية لفتوى المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني وغيره من مراجع الدين في النجف الأشرف وكربلاء وحتى في مدينة قم الإيرانية، وبعد دخول الأحزاب والتيارات التي تمتلك مليشيات عسكرية كمنظمة بدر والعصائب والكتائب والجهاد والبناء والمجلس الأعلى وحتى الأحزاب التي لم نعرف انها تمتلك جناحاً عسكرياً على خط المواجهة مع الطرف الآخر المتمركز في المحافظات "السنية" على نحو واضح ومشهور.
بعد الخيانات والتواطؤ الكبير من قبل قادة الجيش العراقي وأمراء الألوية والفرق وقادة العمليات ، وبعد الاتهام للإخوة الأكراد بالتواطؤ مع المجاميع المسلحة وإيواء المطلوبين للقانون العراقي ، وبعد الاتهامات التي وجهها رئيس الوزراء نوري المالكي لبعض القادة السياسيين السنة وأبرزهم محافظ الموصل أثيل النجيفي والتلميح باتهام أخيه رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي بالتواطؤ ومساعدة المجاميع المسلحة الخارجة على القانون.
بعد هذا ، وبعد تدخل الأطراف الإقليمية بمناوشات إعلامية وحرب كلامية ، السعودية تهدد بعدم السكوت إن تدخلت إيران في الأزمة الحالية ، وإيران تعلن أنها لن تقف متفرجة إزاء الأزمة وستتحرك سريعاً وبالقوة لمحاربة العدو الذي يهدد " مصالحها" في العراق .
بعد غلق عدد من السفارات الغربية والعربية وهروبها خوفاً من القادم المجهول – المعلوم – ودعوة رعاياها للخروج من العراق بأسرع وقت .
بعد إيصال الشارع العراقي بكافة مستوياته الشعبية والثقافية وحتى الدينية - وأنا لست مع المطلب - إلى تفضيل انفصال الشيعة عن السنة وتكوين أقاليم على غرار اقليم كوردستان ( المستقر – المرفه – الآمن – المعمر – المتصالح ) كما أوصلونا سابقاً إلى مطلب (لو يحكمنا شارون أفضل من صدام) تمهيداً لدخول القوات الأمريكية واحتلال العراق بحجة تخليصه من البعث وصدام.
وبعد الموقف الغريب "المتوقع من قبلي" من قبل الإدارة الأمريكية في الوقوف على التل وعدم الاستعداد لدخول الأزمة بشكل مباشر والاكتفاء بالقول من قبل الرئيس اوباما " لن نتدخل ما دامت المشاكل الطائفية مستمرة بين السياسيين أنفسهم" ، وهذا برأيي له تفسير واحد لا غير " إما أن تتصالحوا وتتفقوا وإما أن تذعنوا للانفصال وهو ما تفضله الإدارة الأمريكية".
بعد هذا كله أكرر ما قلته : إنه التقسيم قادم ولا مفر منه إلا إليه للأسف الشديد !!
================

حسين السومري